الامن الغذائي الحل الأسمى في خضم الظروف التي يمرّ بها لبنان.
منذ بدأ الحرب على لبنان اخذت عهداً على نفسي ان لا اتحدث بالسياسية ولا ادخل في تحليل ما يحدث رغم انني لدي الكثير لأقوله لكنني كنت دائماً رجل اقتصاد ووطنيتي تفرض عليا تقديم النصائح والحلول الإقتصادية في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها اقتصاد الوطن وفي ظل الحرب التي بدأت تفرض علينا قيود وحصار للسفن وامور اخرى قد نواجهها في هذه الظروف الخطيره والصعبة التي يمر بها وطننا لبنان علينا ان نضع خطة طوارىء اقتصادية والعمل عليها كقطاع خاص للحفاظ على شعبنا في لبنان ، فعندما تطول الحروب تظهر الأزمات ، لذلك يكون من الضروري جداً وضع استراتيجيات قريبة الأمد وطويلة الأمد للتعامل مع التأثيرات الاقتصادية والحفاظ على الامن الغذائي والإقتصادي للوطن .
هنا بعض الخطوات الضرورية للحفاظ على اقتصاد البلد :
١- الزراعة والأمن الغذائي : الحروب تؤثر على سلاسل الإمداد الغذائي، ما يجعل قطاع الزراعة أساسياً وخاصتاً في هذا الظرف الذي بدأ يفرض علينا نوع من الحصار فقد اصبح من الضروري الاستثمار في الزراعة المحلية سواء كان ذلك على نطاق واسع أو صغير، فإنتاج الغذاء محلياً يصبح ضرورة في أوقات الأزمات.
التركيز على الزراعة المستدامة كإستخدام تقنيات مثل الزراعة الذكية والري الموفر للمياه يمكن أن يعزز الإنتاجية.
تنمية الصناعات التحويلية مثل الصناعات الغذائية التي تحول المواد الخام الزراعية إلى منتجات قابلة للتخزين لفترة طويلة.
الصناعات التحويلية تعني العمليات التي يتم من خلالها تحويل المواد الخام إلى منتجات ذات قيمة مضافة يمكن بيعها أو تخزينها لفترات أطول.
تعليب الأطعمة : يتم معالجة الفواكه والخضروات وحفظها في عبوات محكمة الإغلاق، مثل تعليب الطماطم، الفاصولياء، الذرة، وغيرها. هذه الطريقة تتيح الحفاظ على الأغذية لفترات طويلة دون الحاجة إلى تبريد.
التجميد : تجميد المنتجات الزراعية مثل الخضروات والفواكه أو اللحوم والأسماك يساهم في تمديد فترة صلاحيتها. يمكن أن يشمل ذلك أيضًا إنتاج الأطعمة المجمدة الجاهزة مثل البيتزا، الأطباق الجاهزة، وغيرها.
التجفيف : مثل تجفيف الفواكه (التمر، الزبيب، المشمش المجفف) أو الخضروات، وحتى اللحم (اللحوم المجففة). هذه الطريقة تقلل من محتوى الماء في المنتجات، ما يطيل فترة صلاحيتها.
الطحن وتحويل الحبوب : تحويل الحبوب مثل القمح إلى منتجات مثل الدقيق، أو الذرة إلى نشاء وسكر ذرة. هذه المنتجات تشكل الأساس للعديد من الأطعمة وتحتفظ بقيمتها لفترات طويلة.
إنتاج الألبان ومشتقاتها : تحويل الحليب إلى منتجات مثل الجبن، الزبدة، اللبن المجفف، اللبنه ، وغيرهم. هذه المنتجات تصنع لتستمر لفترات أطول من الحليب الخام.
صناعة المربيات والعصائر : معالجة الفواكه وتحويلها إلى مربى أو عصائر محلاة ومحفوظة في علب أو زجاجات محكمة الإغلاق. هذه العملية تحفظ الفاكهة لفترات أطول وتجعلها قابلة للاستهلاك طوال العام.
إنتاج الزيوت النباتية : استخراج الزيوت من النباتات مثل الزيتون، السمسم، أو فول الصويا. هذه الزيوت يمكن تخزينها واستخدامها لفترات طويلة.
ان فوائد الصناعات التحويلية الغذائية يعد امراً ضرورياً خاصتاً أن الكثير من المحاصيل الزراعية تكون موسمية وقد تتعرض للتلف إذا لم تُستهلك بسرعة ، ويعد تحويلها إلى منتجات قابلة للتخزين يحافظ على الموارد.
زيادة القيمة الاقتصادية - تحويل المواد الخام إلى منتجات نهائية يزيد من قيمتها، مما يوفر فرصاً اقتصادية للمزارعين والمصنعين.
تلبية احتياجات السوق - هذه المنتجات تسمح بتلبية الطلب المستمر على الأغذية على مدار العام، حتى عندما تكون المحاصيل غير متوفرة.
تنويع مصادر الدخل - الصناعات التحويلية تفتح الباب أمام فرص جديدة للعمل والاستثمار، حيث يمكن للمزارعين ومصنعي الأغذية تحقيق أرباح إضافية من بيع المنتجات المصنعة.
خلال فترات الحرب والأزمات، تصبح الصناعات الغذائية التحويلية ذات أهمية خاصة لأنها توفر حلولاً للتخزين الطويل وتحافظ على الإمدادات الغذائية المستمرة للوطن .
د. علي المصري
رئيس اللوبي الإقتصادي الدولي
يتبع …